لسنوات طويلة كانت فيس بوك توفر وسائل لعرض طريقة للتواصل بين الناس حول العالم، ثم تطور الوضع وأصبحت تساعدهم على إظهار أنفسهم والتعبير عن شخصياتهم بشكل أفضل من خلال مقاطع الفيديو والبث المباشر وغيرها من الخصائص على كافة تطبيقاتها، كما أصبحت تتلصص على الكثيرين إن صح التعبير من خلال مكالماتهم وحديثهم اليومي لمعرفة المزيد من المعلومات لأغراض الإعلانات وغيرها.
لكن الشركة ترغب بالوصول إلى مستوى آخر من خلال منصاتها وتقنياتها، حيث تعمل على مشروع باسم Ego4D لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تستطيع رؤية وسماع وتحليل كل شيء خاص بالمستخدمين من خلال طريقة نظرهم للأمور الخاصة بهم، أي أنها ستبدو أكثر كأنظمة تهدف لمحاكاة شخصية المستخدمين وطرح التوصيات والخيارات لهم للاستفادة منها.
تعمل فيس بوك على هذا المشروع مع 13 جامعة ومختبر أبحاث حول العالم، وتمكنت من جمع 2,200 ساعة مسجلة من مقاطع الفيديو اليومية لحياة 700 مشارك في البحث، لتحليل حياتهم اليومية من خلال مقاطع الفيديو التي تحوي بطبيعة الحال صوت وصورة وتفاعلات للحياة اليومية.
وتقول فيس بوك إن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بإمكانها فهم طبيعة المستخدمين ستفتح الباب أمام حقبة جديدة من التجارب الغامرة، لاسيما مع أجهزة الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتكون مهمة وجزء أساسي من حياة المستخدمين اليومية مثلما الحال مع الهواتف الذكية.
وتهدف الأنظمة المنتظرة وفقًا للشركة إلى وضع المستخدم على طريق سهلة للقيام بالخيارات التالية، فالأنظمة لا تهدف لتحليل ما حدث سابقًا، بل إلى توقع ما سيحدث وما الذي يتوجب على المستخدم القيام به أو تعليمه القيام به. فمثلًا إذا كان أحدهم يقوم بإعداد وجبة طعام سيتوفر الأنظمة اقتراحات لدرجة حرارة الموقد أو المواد اللازمة لإعداد الوجبة ما سيجنبه نسيان أحدها.