نحتاج اليها اكثر من أي وقت مضى، وهي تعتمد على مراكز تقوم بتوجيه البيانات التي يتم جمعها عن طريق الإنترنت ونقلها بين الشركاء في القطاعين العام والخاص لحل المشاكل الحقيقية، فتقدم المدن الذكية حلولًا تقنية مختلفة لتحسين البنية التحتية والإنارة ومواقف السيارات وغيرها، ومن خلال العمل مع المطورين الكبار والشركات الناشئة يتم استخدام إنترنت الأشياء IoT أو Internet of Things لتحسين نوعية حياة المواطنين من خلال نظام من المستشعرات عن بعد والتطبيقات المفيدة التي تقيس مستوى الزحام المروري ومستويات التلوث ومن ثم استخدام هذه البيانات لتحسين المدينة، ومصطلح “إنترنت الأشياء” يعتبر حديثًا نسبيًا ويهدف للإشارة إلى جيل جديد من شبكة الإنترنت القادرة على إتاحة التواصل بين الأجهزة المترابطة لتكوين صورة واقعية عن الكثير من الأمور والتعامل معها بشكل أسرع
من صفات المدن الذكية :
وسائل المواصلات والنقل الذكية
تقوم المدن الذكية بالاعتماد على تقنيات مثل حساسات الازدحام والحوادث والتي تبين حالة الطرقات ومدى الازدحام فيها أو تراقب الحوادث والمشاكل المرورية لتحويل السيارات لخطوط وطرقات أخرى قبل تراكمها في منطقة الازدحام، كما تستخدم عدادات مواقف السيارات الذكية لإظهار أماكن الوقوف المقترحة أمام السائقين دون عناء.
المباني المستقلة
تعتبر المباني من أساسيات الحياة اليومية، ولكنها أيضًا تستهلك الكثير من الطاقة، وتتطلّع مدن مثل سنغافورة إلىتغيير معدل هذا الاستهلاك من خلال أنظمة تبريد مبتكرة تعمل بنظام IoT أو إنترنت الأشياء، وتعمل هذه الأجهزة على تحسين مستويات التدفئة والتبريد واستخدام الطاقة بناءً على حجم النشاط في كل غرفة مما يوفر 32% من تكاليف إنتاج واستهلاك الطاقة، وبالمثل فإن مدينة سياتل الأمريكية تستخدم أنظمة تحليل ذكية لتخفيض نسبة الانبعاثات بنسبة 45% في مباني المدينة.
المرافق المبسطة وسهلة الاستخدام
يُعتبر الماء والكهرباء من العناصر الأساسية في طريقة الحياة داخل المدينة، ولكن للأسف في الكثير من الأحيان تتم إدارتهما بشكل سيئ يعيق الاستفادة الحقيقية منهما ويؤدي إلى الكثير من التذمر والشكاوى، ولكن باستخدام الإنترنت فإن المدن الذكية تقوم بمراقبة الطاقة وتكييفها بما يتلاءم جيدًا مع كل موقف.
فمدينة نيويورك مثلًا وفرت أكثر من 73 مليون دولار سنويًا من تكاليف المياه من خلال تركيب عدادات آلية إضافة إلى السماح للمواطنين بمراقبة استهلاكهم عن طريق تلك العدادات.
التناسق والوئام البيئي
البشر عمومًا في حالة إدراك متزايد لأهمية الاستدامة وخطورة الاحتباس الحراري، وتستخدم المدن الذكية إنترنت الأشياء للمساعدة على خفض انبعاثات الكربون بشكل عام، وذلك بدءًا بزيادة نسبة المساحات الخضراء إلى تحسين خطط الاستجابة للتغيرات الجوية المختلفة، ويمكن للمدن مراقبة التلوث ومستويات ثاني أكسيد الكربون وتنفيذ الخطط المدروسة لمقاومة ذلك، فعلى سبيل المثال قامت مدينة بكين الصينية بتخفيض الملوّثات القاتلة بنسبة 20% وذلك فقط من خلال تتبع المصادر التي تزيد من التلوث وخصوصًا المباني والحركة المرورية ومن ثم إعادة توجيه مصادر التلوث لتعمل بكفاءة دون أن تتسبب في زيادة نسبة التلوث.
تحسين الخدمات العامة والأمن
هي من أهم السمات على الإطلاق في المدن الذكية والتي تسعى باستمرار لتحقيقها وتسهيلها لتحسين حياة المواطنين،ويتم ذلك سواء باستخدام كاميرات متصلة بشبكة الإنترنت للمساعدة في الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ المختلفة، أو للسماح للمستخدمين بالتواصل مع خدمات المدينة من خلال شبكة WiFi أو من خلال الأجهزة الأخرى القابلة للارتداء،وهكذا تساهم المدن الذكية في تحسين الأمان والظروف المعيشية للمواطنين.