لفهم السلوك البشري هناك الكثير من الشفرات والألغاز التي يمكن العثور عليها في التواصل اللفظي وغير اللفظيوهناك بعض العلامات لاكتشاف الأكاذيب.
أولًا: الاستماع إلى نغمة وإيقاع الصوت، وملاحظة هيكل الجمل
في كثير من الأحيان عندما يتحدث الشخص بغير الحقيقة فإنّ كلًا من نغمة وإيقاع صوته تتغيران قليلًا، فقد يبدأ فيالكلام بسرعة أكبر أو أبطأ، وبنغمة صوت أعلى أو أقل مما كانت عليه من قبل، بالإضافة إلى أنّه في كثير من الأحيانتصبح الجمل التي يستخدمونها أكثر تعقيدًا. إذ أنّ الدماغ يعمل على تجاوز الكذبات لمواكبة حكايتهم!
ثانيًا: تقليل أو حتى إيقاف التحدث عن النفس
نرى من يكذب يبدأ أحيانًا في إزالة نفسه من القصة التي يرويها، وبدلًا من ذلك يقوم بتوجيه التركيز على الآخرين. لذا،سوف تسمع عدد أقل من “أنا”، ونفسيًا هذه محاولة لبعد أنفسهم من الكذب الذي يختلقونه.
ثالثًا: إعطاء الكثير من التفاصيل
غالبًا ما يتحدث الكذاب كثيرًا ويهتم بإعطاء العديد من التفاصيل ليبدو أكثر إقناعًا. إذا كانت القصة التي يحكيها لكليست حقيقيةً وتشعر بأنّه قد سبق أن تدرب عليها، فاطلب منه الإجابة عن أسئلة من شأنها جعله يعيد إخبارك بها مرةأخرى لتكتشف ما إذا كان هناك تناقضات بين الروايتين أو سؤاله عن تفاصيل أكثر عمقًا من داخل القصة، فإن لم يكنقادرًا على ذلك أو وجدته يحاول التهرب من الإجابة أو تغيير موضوع الكلام، فهناك احتمالات أنّه يكذب.
ضف على هذا أنّه وفقًا لمدلولات حركة العين فإذا طلبت من أحدهم أن يقوم بتذكر شيء بنفسجي اللون كمثال لشيء أوحدث ليس موجودًا بالفعل فإنّه يحاول تكوين صورة في العقل لها، وبالتالي ستكون حركة عينيه للأعلى مشيرةً إلىناحية اليسار، والعكس بالنسبة للشخص الأعسر.
رابعًا: تعديل وضعيته ليشعر بالراحة
شخص يكذب هو شخص لا يشعر بالراحة. لذا، غالبًا ما نجد أنّ الكذاب يكثر من الحركة ويحاول تغير مكانه أو حتى مجرد تعديل الوضعية التي يجلس أو يقف بها أو أنّه يلمس أشياء أمامه مرارًا وتكرارًا المهم أنّه لا يثبت على نفس الحركةغير أنّه عندما يخفي شخص ما الحقيقة، فإنّه يميل إلى خلط أقدامهم أو وضع الذراعين بشكل متقاطع أمام الصدر فيمحاولة لمنح أنفسهم شعور بالحماية.
خامسًا: حك أو لمس أجزاء من الجسم
عندما نكون تحت الضغط يتوجه الدم بعيدًا عن الأنف والأذنين واليدين، مما يجعلها أكثر برودة. لذلك قد يكون الكاذبأكثر عرضةً لحك أو لمس هذه الأجزاء من الجسم باستمرار.
في حين أنّ هذه الحركة هي طبيعية جدًا ويمكن لأي منا أن يقوم بفعلها، إلّا أنّها تكثر لدى من يكذب، فنسبتها تتزايدبشكل ملحوظ في حالة الكذب.
سادسًا: التحديق أو تجنب الاتصال البصري
كلما شعرنا بالذنب تجاه شخص ما. لا يمكننا أن ننظر تمامًا في عينيه أو نستمر في المحافظة على تواصلنا البصري معه بنفس الطريقة، فترى الكاذب ينظر في كل مكان حوله إلّا عيني من يخاطبه، في حين أنّ الكذاب بشكل متعمد قد لايتجنب الاتصال البصري على الإطلاق، بل على العكس. إذ أنّك قد تجده في حالة ترقب يحدق لك بدلًا من ذلك.
سابعًا: اكتشف محاولات إخفاء العواطف: كتصنّع الابتسامة
على الرغم من أنّه يمكن أن نخفي بعض المشاعر، إلّا أنّه من الصعب للغاية إظهار ابتسامة وهمية، فالابتسامة الحقيقيةتتحرك معها كل عضلة من عضلات الوجة، أمّا تلك الوهمية فهي تحرك فقط النصف السفلي من الوجه.
في الواقع هذه هي الطريقة التي يمكن للآخرين بها معرفة ما إذا كنت سعيد وعلى ما يرام بالفعل، أم أنّك فقط تتعمدالظهور بوجة جيد في حين أنّك في حقيقة الأمر مستاء!
بشكلٍ عام لاحظ لغة الجسد، فكثيرًا ما يسحب الشخص جسمه إلى الداخل عندما يكذب ليجعل نفسه يشعر بالصغروالتضاؤل وأنّه أقل وضوحًا، أو تلاحظ اهتزاز الكتف بشكل غير إرادي، كما أنّ هناك تغيرات في تعبيرات الوجة ناتجةعن زيادة نشاط الدماغ عند بدء الكذب مثل: تغير لون الوجه إلى ظل وردي خفيف أحيانًا، وأحيان أخرى القليل مناحمرار الأنف أو التعرق، أو عض الشفاة … إلخ، إلّا أنّ تعبيرات الوجه هذه تكون خفيفةً بحيث يصعب ملاحظتها.
الآن إذا وجدت ثلاث أو أكثر من العلامات المذكورة، فلديك سبب للاشتباه بأنّ الشخص الذي أمامك يكذب